فاتقوا الله أيها
المسلمون، واخشوا من العقوبة العاجلة والآجلة، فها هي الحروب الطاحنة تحيط بكم من
جميع الجوانب، في لبنان، وفي العراق، وفي أفغانستان، وفي الصومال، دمرت مدن
بأكملها، وهلك الألوف من الناس وشرد الملايين من ديارهم، وأنتم تنعمون بالأمن،
وترفلون في الغنى والثروة، وتتمتعون بأحسن المآكل والمشتهيات، لكنكم لم تشكروا
نعمة الله، فاحذروا من عقوبته، فقد قال سبحانه: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ
وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ﴾ [إبراهيم: 7]، وقال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ
لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا
بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾ [الأنفال: 53]. بارك الله لي ولكم
في القرآن العظيم.
***
الصفحة 5 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد