في التذكير بالأعمال الصالحة
بعد انتهاء موسم
الحج
الحمد لله رب العالمين،
يوالي على عباده مواسم الخير، ويحثهم على اغتنامها بالطاعة؛ ليكفر عنهم سيئاتهم،
ويرفع من درجاتهم، تفضلاً منه وإحسانًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أول سابق إلى الخيرات، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه الذين لا تمر بهم فرصة للخير إلا شغلوها بالأعمال الصالحة ﴿أُوْلَٰٓئِكَ يُسَٰرِعُونَ
فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَهُمۡ لَهَا سَٰبِقُونَ﴾ [المؤمنون: 61].
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واغتنموا أعماركم بالأعمال الصالحة، فإنها تنقضي سريعةً، واعلموا أنها تمر بكم
أوقات الفضائل، ومواسم الخيرات والنفحات، فالسعيد من تنبه لها، واستفاد منها،
والشقي من غفل عنها، وضيع نفسه، قال صلى الله عليه وسلم: «الْكَيِّسُ مَنْ
دَانَ نَفْسَهُ -يعني حاسبها- وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ
أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ» ([1]).
عباد الله: مضت أشهر الحج إلى بيت الله الحرام، وطوي بمضيها صفحة من صفحات أعمارنا قد سجل فيها ما عملناه في تلك الأشهر من خير أو شر، لقد مضت أشهر الحج بخيراتها وبركاتها، فلنحاسب أنفسنا، ماذا عملنا فيها؟ فإن كان خيرًا حمدنا الله وسألناه القبول
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2459)، وابن ماجه رقم (4260)، وأحمد رقم (17123).
الصفحة 1 / 441