والزيادة من الخير،
وإن كان شرًا استغفرنا الله منه، وأتبعناه بالحسنات التي تمحوه.
أجل لقد مضت أشهر
الحج التي دعا الله عباده فيها لزيارة بيته العتيق ﴿لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ
أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ﴾ [الحج: 28]، فأتوا من كل فج
عميق: لبيك اللهم لبيك، ﴿ثُمَّ
لۡيَقۡضُواْ تَفَثَهُمۡ وَلۡيُوفُواْ نُذُورَهُمۡ وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ
ٱلۡعَتِيقِ﴾ [الحج: 29] فمن تقبله الله منهم رجع بحج مبرور، «وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ
لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ» ([1]). «وَمَنْ أَتَى
هَذَا الْبَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ
أُمُّهُ» ([2]). لقد مضت تلك
الأيام، وأوقع المسلمون فيها الحج، منهم المفترض ومنهم المتنفل، ورجع المقبولون
منهم مغفورة لهم خطاياهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.
مضت تلك الأيام التي فيها عشر ذي الحجة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَْيَّامِ» يعني أيام العشر، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» ([3])، وقد أقسم الله تعالى بها في كتابه الكريم حيث يقول: ﴿وَلَيَالٍ عَشۡرٖ﴾ [الفجر: 2]، وفي تلك العشر يوم عرفة الذي فيه الوقوف بعرفة، وهو ركن الحج الأعظم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْحَجُّ عَرَفَةُ» ([4]). ويوم عرفة هو يوم العتق من النار، ففي صحيح مسلم عن