موسم آخر، وهكذا فضل
الله يتوالى على عباده.
عباد الله: لنتذكر بانتهاء
الأيام والشهور انقضاء الأعمار، والرحيل إلى دار القرار، وأن الدنيا ليست بدار
مقام، وإنما هي ممر إلى الآخرة، وسوق يتزود منه المسافر زاد سفره، فتزودوا منها
بالأعمال الصالحة ﴿فَإِنَّ
خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [البقرة: 197]، فما عيبت الدنيا بأكثر من ذكر فنائها، وتقلب
أحوالها، وهو أول دليل على انقضائها وزوالها، فتتبدل صحتها بالسقم، ووجودها
بالعدم، وشبيبتها بالهرم، ونعيمها بالبؤس، وحياتها بالموت، وعمارتها بالخراب،
واجتماعها بفرقة الأحباب، وكل ما فوق التراب تراب.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ
ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرٗاۗ﴾ إلى قوله: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ نَصِيبٞ مِّمَّا كَسَبُواْۚ وَٱللَّهُ سَرِيعُ
ٱلۡحِسَابِ﴾ [البقرة: 200- 202]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
***
الصفحة 4 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد