نسوا كل ما أعطوا في
الدنيا من الوقت والمال، وكل ما ذاقوا من اللذة ونالوا من الشهوة. هؤلاء الذين
صرفوا عقولهم وأعمالهم واهتمامهم للعمل في دنياهم، واتبعوا شهوات بطونهم وفروجهم،
وتركوا فرائض ربهم، ونسوا آخرتهم، حتى جاءهم الموت، فخرجوا من الدنيا مذمومين
مفلسين من الحسنات، فاجتمعت عليهم سكرة الموت، وحسرة الفوت، فندموا حيث لا ينفعهم
الندم ﴿وَجِاْيٓءَ
يَوۡمَئِذِۢ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ
ٱلذِّكۡرَىٰ ٢٣ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي
قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي ٢ فَيَوۡمَئِذٖ لَّا
يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ ٢﴾ [الفجر: 23- 25]. فتذكروا أيها الناس،
بانقضاء العام انقضاء الأعمار، وتذكروا بالانتقال للعام الجديد الانتقال إلى دار
القرار.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم: ﴿ٰقَوۡمِ
إِنَّمَا هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا مَتَٰعٞ وَإِنَّ ٱلۡأٓخِرَةَ هِيَ دَارُ
ٱلۡقَرَارِ ٣ مَنۡ عَمِلَ سَيِّئَةٗ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَاۖ وَمَنۡ
عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ
يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ يُرۡزَقُونَ فِيهَا بِغَيۡرِ حِسَابٖ ٤٠﴾ [غافر: 39، 40].
***
الصفحة 4 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد