فضائل شهر محرم
الحمد لله رب
العالمين، القائل في كتابه المبين: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا
وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ﴾ [غافر: 51]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه رحمةً للعالمين، وحجة على الخلق أجمعين، صلى
الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
وتأملوا ما قصه الله في كتابه المبين عن أنبيائه وأتباعهم، وما حصل لهم من النصر
والتمكين، وما قصه عن أعدائه الكافرين، وما حلَّ بهم من العقاب والخسران المبين،
قال تعالى: ﴿لَقَدۡ
كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ مَا كَانَ حَدِيثٗا يُفۡتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ
كُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ﴾ [يوسف: 111].
وإن مما قصّه الله علينا في كتابه الكريم قصة موسى مع فرعون، تلك القصة التي تبين انتصار الحق على الباطل، وتبعث في قلوب المؤمنين الثبات أمام عدوهم مهما بلغ من القوة الظاهرة، فإن قوة الباطل لا تقاوم قوة الحق مهما بلغت؛ لأن قوة الباطل مبنية على أساس فاسد، وقوة الحق مبنية على أساس صحيح، قال تعالى: ﴿أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٍ خَيۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٖ فَٱنۡهَارَ بِهِۦ فِي نَارِ جَهَنَّمَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [التوبة: 109].
الصفحة 1 / 441