والنياحة واللطم، فهذا
من أمور الجاهلية، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ
الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ» ([1])، وإنما تقابل
المصائب في وقتها بالصبر والاحتساب، والرضا بقضاء الله وقدره، ولا يجعل لها ذكرى
تتكرر كل عام، وقد قتل من خيار الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده
العدد الكثير، ومن أعظمهم عم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب سيد
الشهداء، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم ولا من الصحابة إلا الصبر
والاحتساب، عملاً بقوله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156] وخير الهدي هدي
محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
وقتل بعد النبي صلى الله عليه وسلم عمر وعثمان وعلي، فما كان من المسلمين إلا
الصبر والاحتساب، ﴿فَٱعۡتَبِرُواْ
يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ﴾ [الحشر: 2]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1232).
الصفحة 5 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد