في بيان حكم الاحتفال بالمولد النبوي
في شهر ربيع الأول
الحمد لله الذي أرسل
رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدًا. وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله
عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا مزيدًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واذكروا نعمته عليكم إذ هداكم للإسلام، وخصكم بنبي الرحمة، فقد كان الناس قبل بعثته في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، متفرقين في عباداتهم، يعبدون الأحجار والأشجار والأصنام، يسفكون الدماء، ويهتكون الأعراض، ويغتصبون الأموال والحقوق، ويتحاكمون إلى الطواغيت، ويتسلطون على الضعفة والمساكين، وكانت تسيطر على العالم آنذاك دولتان غاشمتان: دولة الروم النصرانية الضالة، ودولة الفرس المجوسية الحاقدة المتجبرة، فكان العالم يعيش في ظلام دامس، وجهل خانق، حتى أذن الله ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، أرسله بالهدى ودين الحق، فهدى به من الضلالة، وبصر به من العمى، وأغنى به من العيلة، وأخرج به الناس من الظلمات إلى النور ﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164]، وأمرهم باتباعه وطاعته، وتكريمه وتوقيره، والصلاة والتسليم عليه، وقرن اسمه مع اسمه في
الصفحة 1 / 441