الهم بالحسنات،
الأمر الثالث: عمل السيئات، الأمر الرابع: الهم بالسيئات، وكل أمر من هذه الأمور
يترتب عليه حكم خاص به:
فمن عمل حسنة فإنها تضاعف بعشر أمثالها، وهذا لازم لكل الحسنات، كما قال تعالى: ﴿مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَا﴾ [الأنعام: 160]. وأما زيادة المضاعفة على العشر فهي لمن شاء الله أن يضاعف له، وهو يختلف باختلاف الأعمال، واختلاف النيات، واختلاف العاملين، واختلاف الأوقات والأمكنة، واختلاف الأحوال، فالنفقة في سبيل الله تضاعف بسبعمائة ضعف، قال الله تعالى: ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةٖ مِّاْئَةُ حَبَّةٖۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ ﴾ [البقرة: 261]. فدلت هذه الآية الكريمة على أن النفقة في سبيل الله تضاعف بسبعمائة ضعف، ومن الأعمال ما لا تنحصر مضاعفته بعدد قال تعالى: ﴿مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافٗا كَثِيرَةٗ﴾ [البقرة: 245]، وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ﴾ [الزمر: 10]. وفي الحديث: يقول الله تعالى «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» ([1])، وقد تضاعف الحسنة أضعافًا كثيرةً لشرف المكان، كما ورد أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بألف صلاة، وقد تضاعف لشرف الزمان، كما ورد أن من تطوع في رمضان «بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (41).