×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

بتعاطي المسكرات والمخدرات والتلهي بالأغاني والمزامير، والتنقل من بلد إلى بلد، فلا يقر له قرار، ولا يهدأ له بال، ولا يتنعم بعيش ولا تقر عينه بأهل ولا ولد، ولا يتلذذ بمال وثروة، وهذه عقوبة عاجلة، والعقوبة الآجلة إذا لم يتب أشد ﴿لَّهُمۡ عَذَابٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَشَقُّۖ وَمَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٖ [الرعد: 34]. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ولا تظن أن قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِي نَعِيمٖ ١٣  وَإِنَّ ٱلۡفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٖ ١ [الانفطار: 13، 14] يختص بيوم المعاد فقط بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة (يعني في الدنيا، وفي القبر، وفي يوم القيامة)، وهؤلاء في جحيم في دورهم الثلاثة.

عباد الله: من آثار الذنوب والمعاصي أنها تحدث في الأرض أنواعًا من الفساد في المياه والهواء والزروع والثمار والمساكن، قال الله تعالى: ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ [الروم: 41]. فكلما أحدث الناس ذنبًا أحدث الله لهم عقوبة ﴿لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ولو أذاقهم كل ما عملوا لما ترك على ظهرها من دابة، فمن تأثير المعاصي في الأرض: ما يحل بها من الخسف والزلازل ومحق بركتها، وكم تسمعون يا عباد الله من حدوث الزلازل المدمرة والانفجارات المروعة التي تهلك الآلاف من الناس، وتشرد الآلاف الآخرين، وتتركهم بلا مأوى.

ومن تأثير المعاصي في المياه، ما ترون من حبس الأمطار وغور المياه؛ قال تعالى: ﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَصۡبَحَ مَآؤُكُمۡ غَوۡرٗا فَمَن يَأۡتِيكُم بِمَآءٖ مَّعِينِۢ [الملك: 30].


الشرح