فيجب على المسلمين
أن يتجنبوا ويبتعدوا عن إقامة مثل هذه الاحتفالات في مناسبة الزواج وغيره؛ لأنها
يحصل فيها مفاسد كثيرة: من خروج النساء من بيوتهن متبرجات بأنواع الزينة،
واختلاطهن مع نساء قد لا يكن محتشمات، وقد يطمع فيهن الذي في قلبه مرض من الرجال
خصوصًا إذا اختلطوا بهن، أو قربوا منهن، كما يحصل في الفنادق التي ينظمها رجال،
أضف إلى ذلك ما يحصل في هذا الاجتماع غير المنضبط من اللهو واللعب والغفلة وإضاعة
الصلاة. وربما يتخلل ذلك شيء من الملاهي والمزامير وأصوات المطربين، وكل هذه مفاسد
تؤثر في الأخلاق والسلوك، ولا يرجع الإنسان إلى بيته سالمًا من شرها، مع ما يبذل
في ذلك من الأموال الكثيرة التي تذهب في سبيل الإسراف والتبذير، وقد قال الله
تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ﴾ [الإسراء: 27].
فالواجب على المسلم
التحفظ صيانةً لدينه وعرضه وماله، وإذا حصل مناسبة زواج فليكن الاجتماع لها في بيت
صاحب المناسبة أو قريب منه، وليكن الاجتماع مقتصرًا على أقارب الزوجين والجيران،
وليكن خاليًا من المفاسد والمحظورات، وليكن اجتماع المسلمين بعضهم مع بعض على
النزاهة والحياء والعفاف.
عباد الله: ومن الناس من يفسر هذه الحوادث التي تقع بأنها ترجع إلى أمور عادية، ولا يعتبرها عقوبات من الله وقعت بسبب الذنوب، فيقول مثلاً: الطائرة أو السيارة عطبت لخلل فني، البيت انهدم لخلل هندسي، الحريق اندلع لماس كهربائي، وهكذا يلتمس سببًا سواء كان صحيحًا أو غير صحيح، ولا ينظر إلى ما وراء ذلك من تقدير الله له