ولا يعرف الضار من النافع، كما لا يستطيع أن
يوفر لنفسه القوت والملبس والمسكن، وإنما والداه هما المكلفان بتوفير هذه الأشياء
له؛ ولهذا أمر الله الولد أن يشكر لوالديه هذا المعروف ويرد عليهما هذا الجميل فيقول:
﴿رَّبِّ
ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا﴾ [الإسراء: 24]. أمره الله أن يدعو لهم بالرحمة من الله كما رحماه في صغره وضعفه، فربياه
خلقيًا وجسميًا ودينيًا حتى استقام على دينه واستغنى بنفسه عن غيره.
عباد الله: ليست تربية الأولاد
مقصورة على التربية الجسمية من توفير الطعام والشراب والكسوة والمسكن لهم، أو
إعطائهم متطلباتهم التكميلية من الدراهم والسيارات، فتلكم تربية حيوانية بهيمية،
ربما تضرهم وتفسدهم، إن التربية الحقيقية والضرورية هي تربيتهم على الدين والأخلاق
والمحافظة على فطرتهم عن التغير والفساد، فيجب على الوالد أن يراقب أولاده في
البيت، ويراقبهم في المدرسة، ويراقبهم في الشارع، فيكون بيته بيئة صالحة محافظة
على الدين، مبتعدة عن وسائل الفساد، ليس فيه أغان ولا مزامير ولا فيديو ولا تلفاز،
ليس فيه عناصر أجنبية من خادمين وخادمات.
ويجب على الوالد أن
يلتمس لأولاده المدرسة الصالحة بمديرها ومدرسيها وطلابها، بل يجب على مجموع الآباء
أن يتعاونوا مع المدرسة على تدريس أولادهم وتربيتهم، وإذا لمسوا من بعض المدرسين
أو المسئولين في المدرسة انحرافًا وجب أن يتصلوا بالمسئولين للأخذ على أيدي هؤلاء
المنحرفين واستبدالهم بصالحين، فإن المسئولين عن التعليم يحثونكم أيها الآباء على
مراقبة سير المدارس التي تسجلون فيها أولادكم، ويطلبون منكم موافاتهم بملاحظاتكم