×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 ليسترشدوا بها، فلو قمتم بما يجب عليكم من ذلك لاستقامت الأمور، وصلحت المدارس، وخلت من العناصر الفاسدة.

ثم يجب عليكم أيها الآباء -وفقكم الله وأعانكم- أن تتعرفوا على الذين يخالطون أولادكم، ويجالسونهم، لتتأكدوا من سلامة سلوكهم واستقامة أخلاقهم، ولا تتركوا أولادكم يخالطون من شاءوا، ويرافقون من شاءوا، فإن شباب المسلمين اليوم يتخطفهم تياران خطيران:

تيار التساهل أو الانحلال من الدين والأخلاق، وهذا ذهب ضحيته كثير من أولاد المسلمين، فأصبحوا لا دين ولا خلق، بل أصبحوا لا دين ولا دنيا.

والتيار الثاني: تيار التشدد في الدين على جهل، فهناك فئة من الشباب عندها إقبال على الدين، لكنها لم توجه توجيهًا سليمًا، فظهر عليهم التشدد في بعض تصرفاتهم وهيئاتهم، ويخشى أن يتزايد بهم ذلك إلى ما لا تحمد عقباه، وهذا كله بسبب ابتعادهم عن العلماء واقتصارهم على فهمهم، أو التماسهم العلم عند من لا علم عنده ولا بصيرة، ممن يتلمس شواذ المسائل وغرائب الأقوال، فالواجب على هؤلاء الشباب أن يتداركوا أمرهم، ويراجعوا علماء الشريعة ليأخذوا عنهم العلم النافع، ويبصروهم الطريق السليم، قال بعض السلف: «إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ» ([1]). وقال صلى الله عليه وسلم: «الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَْنْبِيَاءِ» ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: البيهقي رقم (20700)، والطبراني في « الشاميين » رقم (599) واللفظ له.

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (3641)، والترمذي رقم (2682)، وابن ماجه رقم (223).