المشي إلى المسجد في
ظلمة الليل يكون نورًا لصاحبه يوم القيامة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بَشِّرِ
الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ» ([1]).
رواه أبو داود،
والترمذي. واعتياد المشي إلى المساجد علامة على الإيمان بالله واليوم الآخر، قال
النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ
فَاشْهَدُوا لَهُ بِالإِْيمَانِ، قال الله عز وجل: ﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ
ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ﴾ [التوبة: 18] » ([2]).
الذي يجلس في المسجد
ينتظر الصلاة يكتب له في انتظاره أجر المصلي، وتستغفر له الملائكة مدة انتظاره،
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا
دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ، لاَ يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ
إِلاَّ الصَّلاَةُ» ([3]). وروى البخاري: «إِنَّ
أَحَدَكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ وَالْمَلاَئِكَةُ
تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ مَا لَمْ يَقُمْ مِنْ صَلاَتِهِ
أَوْ يُحْدِثْ» ([4]).
أيها المسلمون: ومع هذه الفضائل العظيمة التي يحصل عليها المبكر في الذهاب إلى المساجد والذي يجلس فيها ينتظر إقامة الصلاة، مع هذا فإن كثيرًا من المصلين اليوم يتأخرون عن الحضور للصلاة، فلا يأتون إلا إذا أقيمت الصلاة وربما يفوتهم أول الصلاة أو معظمها، ويبخلون بأوقاتهم أن يصرفوا شيئًا منها في المساجد، وهذا حرمان عظيم وتعرض للوعيد الشديد؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى قومًا يتأخرون
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (561)، والترمذي رقم (223)، وابن ماجه رقم (781).