تَصَدَّقَ بِهِۦ فَهُوَ كَفَّارَةٞ لَّهُۥۚ
وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [المائدة: 45]، وحرم الاعتداء على العرض بقذف أو زنا، فشرع حد الزنا وحد القذف؛ صيانة
لأعراض بني آدم، وحرم الاعتداء على أموال الناس، فشرع حد السرقة، وحد قطاع الطريق،
وحرم الاعتداء على العقل، فشرع حد المسكر، شرع كل ذلك تكريمًا لهذا الإنسان،
وحماية لمقوماته في الحياة؛ ليعيش كريمًا آمنًا مطمئنًا، وأوجب عليه عبادته وحده
لا شريك له؛ ليواصل تكريمه في الدنيا والآخرة، حين ينعم بجنته وينجو من ناره.
أيها المسلمون: وكما حمى الله
الإنسان من عدوان غيره عليه، كذلك حماه من عدوانه على نفسه، فحرم على الإنسان أن
يقتل نفسه، أو يتسبب في قتلها؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ﴾ [النساء: 29]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى
ٱلتَّهۡلُكَةِ﴾ [البقرة: 195].
وعن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ
فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا
مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ
فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا،
وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي
بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا» ([1]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الَّذِي يَخْنُقُ نَفْسَهُ يَخْنُقُ نَفْسَهُ فِي النَّارِ، وَالَّذِي يَقْتَحِمُ يَقْتَحِمُ فِي النَّارِ، وَالَّذِي يَطْعَنُ نَفْسَهُ يَطْعُنُ نَفْسَهُ فِي النَّارِ» ([2]). ويدخل في هذا الوعيد من تسبب في قتل
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5442)، ومسلم رقم (109).