نفسه بتناول مادة تضر بصحته وتسبب له الأمراض
القاتلة، كالذي يشرب الدخان، فإن الدخان ثبت ضرره بالتواتر والتجربة، وبشهادات
المختصين في الطب، وأنه يورث أمراضًا قاتلةً، فمن تعاطاه فهو آثم، ومن مات بسببه
فهو قاتل لنفسه، فيجب على من ابتلي به أن يتوب وينقذ نفسه من خطره.
وكذلك حرم الله على
الإنسان أن يعتدي على عقله بتعاطي شيء من المسكرات والمخدرات، فعن ابن عمر رضي
الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ الْخَمْرَ،
وَشَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَبَايِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَعَاصِرَهَا،
وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ» ([1]). وزاد: «وَآكِلُ
ثَمَنِهَا» ([2]). وعن ابن عباس رضي
الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ؛
فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ» ([3]).
والخمر اسم لكل مسكر من أي مادة كان، سواء سمي خمرًا، أو كحولاً، أو شرابًا روحيًا، أو كلونيا، أو غير ذلك، فالأسماء لا تغير الحقائق، فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «يَشْرَبُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا، يُضْرَبُ عَلَى رُؤُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْقَيْنَاتِ، يَخْسِفُ اللهُ بِهِمُ الأَْرْضَ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ» ([4]).