فيحرم على المسلم
تعاطي المسكر بأي اسم سمي، وعلى أي شكل كان، مائعًا أو جامدًا، خالصًا أو مخلوطًا
مع غيره. وسواء تعاطاه للشهوة واللذة، أو تعاطاه للتداوي؛ فعن وائل بن حجر أن طارق
بن سويد الجعفي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه عنها، فقال: إنما
أصنعها للدواء، فقال: «إِنَّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ، وَلَكِنَّهُ دَاءٌ» ([1]). وفي السنن: أنه
صلى الله عليه وسلم سئل عن الخمر يجعل في الدواء فقال: «إِنَّهَا دَاءٌ،
وَلَيْسَتْ بِدَوَاءٍ» ([2]).
ومن الاعتداء على
العقل تعاطي المخدرات التي تفسد العقل، وتورث الخبال والتخليط، وتحول الإنسان من
صفات الرجولة إلى صفات الأنوثة، وتسهل فعل الفواحش والتعدي على الناس، سواء كانت
المخدرات من الحشيش والأفيون، أو على شكل حبوب. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه
الله: والحشيشة المصنوعة من ورق القنب حرام أيضًا، يجلد صاحبها كما يجلد شارب
الخمر، وهي أخبث من الخمر من جهة أنها تفسد العقل والمزاج حتى يصير في الرجل تخنث
ودياثة وغير ذلك من الفساد.
أيها المسلمون: كيف يليق بإنسان أنعم الله عليه بالعقل وفضله به على كثير من الخلق، أن يهبط إلى درجة الحيوانات، ويتعاطى ما يفسد عقله من المسكرات والمخدرات، ويتعرض لسخط الله وعقوبته؟ قال الإمام ابن القيم رحمه الله في بيان مفاسد الخمر: هي كريهة المذاق، وهي رجس من عمل الشيطان، توقع العداوة والبغضاء بين الناس، وتصد عن
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1984).