×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَاتِ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ وَأَحْلَلْتُ الْحَلاَلَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَفَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ([1]). فهذا الحديث يدل على أن من قام بالواجبات، وترك المحرمات دخل الجنة، وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعني، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب في حجة الوداع: «أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ» ([2])  ففعل الواجبات سبب لدخول الجنة، وفعل المحرمات من موانع دخولها، فمن فعل الأسباب وتجنب الموانع استحق دخول الجنة، برحمة الله ووعده الصادق.

والإنسان لم يُخْلَقْ عبثًا، ولن يُتْرَكَ سدى، إنما خُلِقَ لعبادة الله ونُهِيَ عن معصية الله، وأُعِدَّتْ له دار جزاء يصير إليها، إما دار نعيم، أو دار عذاب، فالجنة أعدت للمتقين، والنار أعدت للكافرين، والجزاء من جنس العمل ﴿وَلَا تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [يس: 54]. ﴿فَأَمَّا مَن طَغَىٰ ٣٧ وَءَاثَرَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا ٣٨ فَإِنَّ ٱلۡجَحِيمَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ ٣ وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ ٤ فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ ٤ [النازعات: 37- 41]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

***


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (15).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (616)، وأحمد رقم (22161)، والطبراني في « الكبير » رقم (7535).