٩ وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ ١ ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ
١ فَأَكۡثَرُواْ فِيهَا ٱلۡفَسَادَ ١٢
فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ
سَوۡطَ عَذَابٍ ١ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ ١٤﴾ [الفجر: 6- 14]، ولقد شقي في مجال
الصناعة والاختراع الأمم الحاضرة بحيث أصبحت كل دولة تهدد الدولة الأخرى
بمخترعاتها ومدمراتها، فصار تسابقهم في وسائل الدمار لا في وسائل الاستقرار، وصار
الجميع مهددين باندلاع حرب طاحنة تأتي على الأخضر واليابس.
وهكذا يا عباد الله، إذا لم يكن الإيمان هو الموجه، وإذا لم تكن العقيدة الصحيحة هي الأساس - فسدت الدنيا وانهار البنيان، وأصبحت الأعمال كلها لا فائدة منها لا عاجلاً ولا آجلاً؛ قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۢ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمَۡٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡٔٗا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥ﴾ [النور: 39]، وقال تعالى: ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوۡمٍ عَاصِفٖۖ لَّا يَقۡدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلۡبَعِيدُ﴾ [إبراهيم: 18]، وقال تعالى: ﴿وَقَدِمۡنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُورًا﴾ [الفرقان: 23]، ﴿قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا ١٠٣ ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا ١٠ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَِٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَلَا نُقِيمُ لَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَزۡنٗا ١٠٥﴾ [الكهف: 103 - 105]، وقد سمى الله ما يعيشه الكفار في هذه الدنيا بما فيه من الأموال والجاه والسلطان والقوة، والصناعات والاختراعات، سمى ذلك كله متاعًا مؤقتًا زائلاً تعقبه النار والخسار، قال تعالى: ﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ ١٩٦ مَتَٰعٞ قَلِيلٞ ثُمَّ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ ١٩﴾ [آل عمران: 196، 197]. بل لقد حكم الله على الكفار بما فيهم ملوكهم ورؤساؤهم وعلماؤهم ومفكروهم،