حكم عليهم كلهم
بأنهم شر الدواب وشر البرية؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ﴾ [الأنفال: 55]، ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ فِي
نَارِ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ﴾ [البينة: 6].
عباد الله: يعجب كثيرٌ من
الناس بزهرة الدنيا ومتاعها فيتعلق بها وينسى الآخرة، قال تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡحَيَوٰةُ
ٱلدُّنۡيَا وَيَسۡخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۘ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ
فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ﴾ [البقرة: 212]، وقال تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَٰتِ مِنَ ٱلنِّسَآءِ وَٱلۡبَنِينَ
وَٱلۡقَنَٰطِيرِ ٱلۡمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلۡفِضَّةِ وَٱلۡخَيۡلِ
ٱلۡمُسَوَّمَةِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ وَٱلۡحَرۡثِۗ ذَٰلِكَ مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ
ٱلدُّنۡيَاۖ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلۡمََٔابِ﴾ [آل عمران: 14]، فالكفار وبعض المسلمين الذين ضعف إيمانهم، يغترون
اليوم إذا نظروا إلى ما بأيدي الكفار من زهرة الدنيا وما توصلوا إليه من مخترعات،
فيذهب ذلك بهم إلى الإعجاب بالكفار وتعظيمهم في نفوسهم، وإذا رأوا ما أصاب
المسلمين من ضعف وتأخر في مجال الصناعة ظنوا أن هذا بسبب الإسلام، فهان الإسلام
والمسلمون في نفوسهم، ولم يعلموا أن تأخر المسلمين لا ينسب إلى الإسلام، وإنما
ينسب إلى تقصير المسلمين وتكاسلهم وعدم علمهم بمقتضى الإسلام الذي يحث على الأخذ
بالأسباب واكتساب القوة، فالإسلام دين القوة والعزة، لكنه يحتاج إلى حَملة.
عباد الله: لقد تحقق إفلاس الكافرين وخسارتهم في الدنيا والآخرة؛ لأنهم يفقدون مقومات الفلاح والسعادة التي من أبرزها الإيمان بالله واليوم الآخر، فلقد حكم الله بالفلاح للمؤمنين؛