×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 قال تعالى: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢ إلى قوله: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ١١ [المؤمنون: 1- 11].

ومن أسباب الفلاح التوبة إلى الله من الذنوب، والإيمان بالله، والعمل الصالح؛ قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَعَسَىٰٓ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلۡمُفۡلِحِينَ [القصص: 67]، ومن أسباب الفلاح ملازمة ذكر الله تعالى؛ قال تعالى: ﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ [الأنفال: 45]، ومن أسباب الفلاح تحلية النفس بالصفات الحميدة وإبعادها عن الصفات الذميمة؛ قال تعالى:﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا ٩ وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا ١  [الشمس: 9- 10] ومن أسباب الفلاح: إنفاق المال في طاعة الله والابتعاد عن الشح قال الله تعالى ([1]): ﴿وَأَنفِقُواْ خَيۡرٗا لِّأَنفُسِكُمۡۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [التغابن: 16]، وقال تعالى: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ١٤ وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ ١٥ [الأعلى: 14، 15].

عباد الله: سيأتي على الناس يومٌ يظهر فيه المفلح من الخاسر، ذلكم هو يوم وزن الأعمال، قال تعالى: ﴿وَٱلۡوَزۡنُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّۚ فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٨ وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا يَظۡلِمُونَ ٩ [الأعراف: 8، 9]، إن بإمكان الإنسان اليوم أن يستعد لهذا الوزن؛ فينسق أعماله، ويصلح ما فسد منها، ويكثر من الحسنات لتثقل موازينه يوم القيامة، بإمكانه أن يقدم لهذا الميزان ما يثقله ما دام على قيد الحياة وما دام يذكر هذا الميزان ويتذكره،


الشرح

([1])  زيادة من طبعة دار المعارف.