×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 كما يدل الحديثان «للمسلم أن يقول هذا الدعاء عند هيجان الرياح، كما يدل الحديثان» ([1])  على تحريم سب الريح وذمها؛ لأنها جند من جند الله مدبرة مأمورة، وآية من آياته الدالة على قدرته وعظيم سلطانه، وإنما يكون موقف المسلم عند هيجان الريح الخوف من الله تعالى، والتوبة إليه من الذنوب، وسؤال الله من خيرها، والاستعاذة به من شرها فإنه لا يقدر على تصريفها ودفع شرها وبذل خيرها إلا الله سبحانه.

عباد الله: هل اعتبرنا بما شاهدنا؟ هل حاسبنا أنفسنا؟ هل تبنا من ذنوبنا؟ إن حال الكثير منا لم يتغير من الفساد إلى الصلاح، ولم ينتقل من المعصية إلى التوبة، وأقرب مثال على ذلك أن كثيرًا من جيران المساجد لا يدرون أين أبوابها، ولا يفكرون في دخولها، كأنها بنيت لغيرهم، يسمعون الأذان «يدعوهم» ([2])  فلا يجيبون، ويعصون الله ولا يتوبون، ويشاهدون آياته فلا يعتبرون، تقام عليهم الحجج وهم في غفلة معرضون، فعما قريب سيندمون ﴿يَوۡمَ يُكۡشَفُ عَن سَاقٖ وَيُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ ٤ خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ وَقَدۡ كَانُواْ يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ ٤٣ فَذَرۡنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِۖ سَنَسۡتَدۡرِجُهُم مِّنۡ حَيۡثُ لَا يَعۡلَمُونَ ٤ وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ ٤ [القلم: 42- 45]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

***


الشرح

([1])  زيادة من طبعة دار المعارف.

([2])سقط من طبعة دار المعارف.