ومن أنواع الإصلاح
المطلوبة: الإصلاح بين الطوائف المقتتلة من المسلمين؛ قال تعالى: ﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ
ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ
إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ
إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ
وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ [الحجرات: 9]. أمر الله المؤمنين
أن يسعوا بالصلح بين المتقاتلين، ويقضوا على أسباب الفتنة بالعدل الذي يعطي كل ذي
حق حقه؛ حتى يستتب الأمن، وتحقن الدماء، ويؤخذ على يد المعتدي، وينصف المعتدى
عليه، ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حصل بين بعض طوائف المسلمين من
النزاع، خرج إليهم بنفسه ومعه بعض أصحابه، وتأخر عن الصلاة بالناس بسبب ذلك حتى
سوى ما بينهم من نزاعٍ.
عباد الله: بعض الناس يتكاسل
عن القيام بمهمة الإصلاح، ويترك النزاع يفسد ما بين المسلمين، وعنده القدرة على
تسويته، ولكن الشيطان يخذله، ويقول له: لا تكلف نفسك أنت في عافيةٍ، فيترك ما أوجب
الله. والبعض الآخر يوقد الفتنة، ويحرش بين المتنازعين، ويكون من جند الشيطان،
وهذا هو الذي يكون مغلاقًا للخير مفتاحًا للشر، يحرض المتنازعين على النزاع، ويلقن
كل طرف ما يتخذه ضد الآخر. فاحذروا هؤلاء، وابتعدوا عنهم، وانصحوا إخوانكم بالحذر
منهم ﴿أُوْلَٰٓئِكَ حِزۡبُ
ٱلشَّيۡطَٰنِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّيۡطَٰنِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [المجادلة: 19]. بارك الله لي ولكم في القرآن
العظيم
***
الصفحة 4 / 441