أأمنتم زوال النعم؟!
ألم تعلموا ما حل بالبلاد المجاورة لكم من الحروب والمجاعات؟! ألا ترونهم يأتون
إلى بلادكم طلبًا للقمة العيش؟! وما ذكرناه من الإسراف في الطعام إلى جانبه أنواعٌ
أخرى من الإسراف في الملابس والمراكب والمساكن، فقد أُغرِق كثيرٌ من الناس في
الترف، بحيث لا يلبس إلا جديدًا، ولا يركب إلا سيارةً فخمةً، ولا يسكن إلا قصرًا
مشيدًا فيه كل وسائل الراحة.
لقد كان السلف
الصالح يتخوفون من بسط النعم والتلذذ بها أن تكون حسناتهم عُجَّلت لهم فقالوا: من
أذهب طيباته في حياته الدنيا واستمتع بها نقصت درجاته في الآخرة، ويخشون عليه أن
يكون من الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿أَذۡهَبۡتُمۡ طَيِّبَٰتِكُمۡ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنۡيَا
وَٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِهَا﴾ [الأحقاف: 20]؛ لأن من تعود الشهوات المباحة مالت نفسه إلى
الدنيا، وكلما أجاب نفسه إلى واحدةٍ من الملاذ دعته إلى غيرها، فيصعب عليه ردها،
وربما تدعوه إلى الشهوات المحرمة.
فاتقوا الله، عباد
الله، واسمعوا قول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا
تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ﴾ [فاطر: 5].
بارك الله لي ولكم
في القرآن العظيم
***
الصفحة 4 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد