×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

فاتقوا الله، عباد الله، وأخلصوا أعمالكم لله وحده، وابتعدوا عن الرياء، والمقاصد الدنيئة، فإن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.

عباد الله: إن إخفاء العمل وإسراره بين العبد وبين ربه أدعى إلى الإخلاص، وأبعد عن الرياء وقد جاء في الحديث أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ» ([1])، وقال الله تعالى:﴿إِن تُبۡدُواْ ٱلصَّدَقَٰتِ فَنِعِمَّا هِيَۖ وَإِن تُخۡفُوهَا وَتُؤۡتُوهَا ٱلۡفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّ‍َٔاتِكُمۡۗ [البقرة: 271]. فالمؤمن إذا تبرع لمشروعٍ خيري فإنه لا ينبغي له أن يوافق على الإعلان عنه في الصحف وغيرها، إلا إذا كان القصد من ذلك حث الآخرين على التبرع، أو كان هذا الإعلان بغير علمه. وبعض الناس إذا عمر مسجدًا كتب على بابه: عُمَّر هذا المسجد على نفقة المحسن فلانٍ، وهذا لا ينبغي، ويُخشَى أن يُفسِد ذلك عمله، خصوصًا إذا كان قصده بذلك تخليد ذكراه.

فاتقوا الله يا عباد الله، وأخلصوا لله أعمالكم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا [الكهف: 110].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

***


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (629)، ومسلم رقم (1031).