×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 أكثرها ضارًا، ثم ينام عن صلاة الفجر مع الجماعة، ويؤخرها عن وقتها فلا يصليها إلا بعد خروج وقتها، وهو بذلك يرتكب جريمتين عظيمتين: الأولى: ترك الصلاة مع الجماعة. والثانية: تأخير الصلاة عن وقتها. ويُضاف إلى ذلك إذا كان سهره لمشاهدة أفلامٍ يحرم النظر إليها، ومشاهدة ما يُعرَض فيها من جرائم.

فاتقوا الله، عباد الله، ولا تكونوا ممن قال الله فيهم: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا [مريم: 59].

ومن الشهوات التي تسبب إضاعة الصلاة السهر لمشاهدة برامج التلفاز، والتمتع برؤيتها، ثم النوم بعد ذلك عن صلاة الفجر، وأكثر ما يحصل التكاسل عن صلاة الفجر في يوم الجمعة الذي هو أفضل الأيام، لأن السهر في ليلة الجمعة أكثر من السهر في بقية الليالي.

فاتقوا الله، عباد الله، واحسبوا للصلاة حسابها، ناموا مبكرين لتستيقظوا مبكرين للصلاة، واعلموا أن كل ما يشغل عن الصلاة، أو يسبب تأخيرها عن وقتها؛ من بيعٍ أو شراءٍ أو نومٍ أو عملٍ - فهو محرم؛ قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ [المنافقون: 9]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [الجمعة: 9]، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم قومًا تُرضَخُ رؤوسهم بالصخر، كلما رُضِخَت عادت كما كانت، ولا يفتُرُ من ذلك شيء، فقال: «ما هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البزار رقم (9518).