الشيطان وتنساقوا مع العادات السيئة التي تُخل
بدينكم، وتوقعكم في غضب الله وأليم عقابه، اجعلوا وقت نومكم وراحتكم بعد أداء
الصلاة، وكونوا قدوةً صالحةً لغيركم، ولا تكونوا قدوةً سيئةً.
وأما صلاة الفجر فقد
نوه الله بشأنها، وأخبر أنها تحضرها الملائكة الكرام؛ قال تعالى: ﴿وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ
إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودٗا ا﴾ [الإسراء: 78]. والمراد بقرآن
الفجر صلاة الفجر، سُميت بذلك؛ لأنها تطول فيها القراءة، ومعنى﴿مَشۡهُودٗا ا﴾ أي تحضره الملائكة،
ملائكة الليل وملائكة النهار؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ
بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الْعَصْرِ وَصَلاَةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ
يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ،
فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ
يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ» ([1]). وعن أبي مالكٍ
الأشجعي عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ» ([2]). وعن جندب بن عبد
الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى
الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ
بِشَيْءٍ فَيُدْرِكَهُ، فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ» ([3]).
ومع هذا الفضل العظيم لصلاة الفجر، والوعيد الشديد في حق من تهاون بها، فإن بعض الناس لا يهتمون بها، فتجد أحدهم يسهر معظم الليل لمشاهدة ما يُعرَض على شاشة التلفاز من برامج، ربما يكون
([1]) أخرجه: البخاري رقم (530)، ومسلم رقم (632).