من ذلك أيضًا ما
يعلق على الأبدان، أو الدواب أو السيارات أو أبواب البيوت أو الدكاكين، من الحروز
والودع والسيور؛ لاتقاء العين والآفات؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلاَ أَتَمَّ اللهُ لَهُ، وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلاَ
وَدَعَ اللهُ لَهُ» ([1]). والتميمة: خرزاتٌ
كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم، والودْعُ: شيءٌ يخرج من
البحر يشبه الصدف يتقون به العين.
وفي الصحيح عن أبي
بشيرٍ الأنصاري رضي الله عنه أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره،
فأرسل رسولاً أن: لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قُطِعَت. قال
البغوي: وذلك أنهم كانوا يشدون تلك الأوتار والتمائم والقلائد، ويعلقون عليها
العُوَذَ، يظنون أنها تعصمهم من الآفات، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وأعلمهم
أنها لا ترد من أمر الله شيئًا.
فاتقوا الله، عباد
الله، وحافظوا على عقيدتكم، وتداووا بما أباح الله لكم مع الاعتماد على الله في
حصول الشفاء.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم: ﴿قَالَ
أَفَرَءَيۡتُم مَّا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ ٧ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُمُ ٱلۡأَقۡدَمُونَ
٧٦ فَإِنَّهُمۡ عَدُوّٞ لِّيٓ إِلَّا رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٧ ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهۡدِينِ ٧٨
وَٱلَّذِي هُوَ يُطۡعِمُنِي وَيَسۡقِينِ ٧٩ وَإِذَا مَرِضۡتُ
فَهُوَ يَشۡفِينِ ٨ وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحۡيِينِ ٨١ وَٱلَّذِيٓ
أَطۡمَعُ أَن يَغۡفِرَ لِي خَطِيَٓٔتِي يَوۡمَ ٱلدِّينِ ٨٢﴾ [الشعراء: 75- 82].
بارك الله لي ولكم
في القرآن العظيم
***
([1]) أخرجه: أحمد رقم (17404)، وأبو يعلى رقم (1759)، والحاكم رقم (7501).
الصفحة 5 / 441