وإحسانه إلى عباده؛
لما اشتمل عليه من منافعهم، فلا يستغنون عنه أبدًا، فيجب عليهم أن يشكروه، ومن
شكره أن يضيفوه إليه وحده ويحمدوه عليه. فإن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها،
والله جل وعلا هو المحسن المطلق الذي يجب أن تضاف إليه النعم كلها، ويُشكر عليها
وحده لا شريك له في ذلك.
عباد الله: ومن الناس في هذا
الزمان من يستغل وقت نزول الأمطار للنزهة والترفيه عن النفس، فيخرجون إلى البراري
والأودية بعوائلهم ونسائهم، فيسرفون في المآكل، ويضيعون الصلوات، ويزاولون أنواعًا
من الملاهي بالأغاني والدفوف والمزامير، وربما يشربون المسكرات، ويتعاطون
المخدرات، ويختلط الرجال بالنساء، وتحصل أنواعٌ من المفاسد والمعاصي والفسوق،
ويقابلون نعمة الله بكفرها، ويستغلونها في معاصيه.
فاتقوا الله، يا من
تفعلون ذلك، واحذروا أن يصيبكم ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث
الذي رواه عبد الله بن الإمام أحمد عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله
قال: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيَبِيتَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي
عَلَى أَشَرٍ وَبَطَرٍ وَلَعِبٍ وَلَهْوٍ، فَيُصْبِحُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ
بِاسْتِحْلاَلِهِمُ الْمَحَارِمَ وَاتِّخَاذِهِمُ الْقَيْنَاتِ، وَشُرْبِهِمُ
الْخَمْرَ، وَأَكْلِهِمُ الرِّبَا، وَلُبْسِهِمُ الْحَرِيرَ» ([1]). ووردت بمعناه
أحاديث أخر.
فاتقوا الله، عباد الله، إن الخروج إلى البر للفسحة ومشاهدة السيول، مع المحافظة على طاعة الله، والابتعاد عن فعل المحرمات - أمرٌ لا بأس به، ولكن قليلٌ من الناس من يتقيد بذلك، فاتقوا الله في
([1]) أخرجه: أحمد رقم (22790).