×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 الشيخ الإمام المجاهد محمد بن عبد الوهاب عليه رحمة الله ورضوانه، وبقيام الحكم بشريعة الله على أيدي القادة الحكام من آل سعودٍ أيَّدهم الله بنصره وتوفيقه، حتى أصبحت هذه البلاد ولا تزال -ولله الحمد- مضرب المثل في الأمن والاستقرار، مما لم تظفر به أمةٌ من الأمم التي تملك السلاح، والقوة الفتاكة، ولا تزال هذه البلاد -بحول الله- بخيرٍ وأمانٍ مادامت متمسكة بعقدية التوحيد، ومحكمة لشريعة الله.

ولكن الذي نخشاه أن يغير أهلها ما هم عليه من الدين، ويكفروا نعمة الله، فيغير الله عليهم نعمته، كما قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ [الأنفال: 53]. ولقد ظهرت فينا بوادر الشر وكفران النعمة؛ من تضييع الصلاة وفعل المحرمات في أولادنا وجيراننا، فكثيرٌ من البيوت تمتلئ بالرجال الذين لا يشهدون الصلاة في المساجد، ومنهم من يترك الصلاة بالكلية، وهناك بيوت تمتلئ بآلات اللهو والأفلام الخليعة، وترتفع فيها أصوات المطربين والمطربات بالأغاني الخليعة والأصوات الفاجرة، وهناك أناسٌ كثيرون تساهلوا في أمر نسائهم ومحارمهم، فتركوهن يخرجن للأسواق قطعانًا، وهناك من جلبوا إلى بلاد المسلمين قُطعانًا من الرجال والنساء الأجانب، وأدخلوهم في بيوتهم، وخلطوهم مع عوائلهم باسم خادمين وخادمات، ومربين وسائقين، وقد يكون كثيرٌ من هؤلاء المجلوبين كفرة وملاحدة، جاءوا لإفساد عقائد المسلمين وأخلاقهم، وتدمير بيوتهم، وكل هذه التصرفات المنكرة التي حدثت في بلادنا مؤذنة بزوال تلك النعم، إن لم نتدارك أمرنا، ونأخذ على أيدي سفهائنا بجدٍ وحزم.


الشرح