عباد الله: قارنوا بين حالنا
اليوم في هذه البلاد، وما ننعم به من الأمن، والرزق، والراحة، وسهولة الأسفار،
وتقارب الأقطار، قارنوا بين ذلك وبين ما قص الله من حال هؤلاء، واخشوا أن يحل بنا
مثل ما حل بهم إن لم نشكر نعمة الله ونبتعد عن معصيته، وأنتم تسمعون ما يحل بالأمم
المجاورة لكم من النكبات، والكوارث، والفقر، والجوع، والتشريد، والجلاء عن الديار،
وهلاك الأنفس، وتلف الأموال، وما يحصل في تلك البلاد من الترويع، والإرهاب،
والتخريب، والاغتيالات، والاختطاف، وتفجير القنابل المروعة التي تهدم المباني
المشيدة، وتهلك النفوس الكثيرة، وتلحق الأضرار البالغة -بالجراحات والتشويه-
بالمصابين الذين يبقون على قيد الحياة، وما يتبع ذلك من نهب الأموال، وقطع الطرق
ونشر المخاوف، كل ذلك يجري من حولكم، وأنتم تنعمون بالأمن والاستقرار، وسعة
الأرزاق، تحت ظل الإسلام، وعقيدة التوحيد.
إننا لم نحصل على
هذه النعم بحولنا وقوتنا، بل نحن أضعف الأمم حولاً وقوةً؛ وإنما حصلنا على هذه
النعم بفضل الله وحده، ثم بالتمسك بدين الإسلام عقيدةً وشريعةً، حيث وعد الله بذلك
من تمسك بدينه، حكم بشريعته، وأخلص العبادة له وحده؛ قال تعالى: ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ
كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي
ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ
يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ
فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [النور: 55].
لقد كانت هذه البلاد كما يحدثنا التاريخ مسرحًا للفتن والحروب والنهب والسلب، حتى منَّ الله على أهلها بظهور دعوة التوحيد على يد