أن يمسحوا على
الجوارب؛ لأنها هي الثابتة بشرط أن تكون سميكة خالية من الخروق والشقوق ضافية على
الرِّجل، بحيث تكون مغطية للكعبين وما تحتهما، ومن شروط صحة المسح على الخفين: أن
يقع المسح في المدة المحددة، وهي يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيامٍ بلياليها
للمسافر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لِلْمُسَافِرِ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ،
وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ» ([1])، وابتداء المدة من
الحدث بعد اللبس، فإذا توضأ، ثم لبس الخفين فإن مدة المسح عليهما تبدأ من انتقاض
ذلك الوضوء ولو تأخر.
وصفة المسح على
الخفين أو الجوربين: أن يبل أصابع يديه بالماء، ويضعها مفرجة على أصابع رجليه، ثم
يمرّها إلى ساقيه، اليمنى على اليمنى، واليسرى على اليسرى.
أيها المسلمون: وإذا وضع الإنسان
ضمادًا على جرحٍ أو كسرٍ في أحد أعضاء الوضوء، واحتاج إلى بقاء ذلك الضماد على
الجرح، أو موضع الألم - فإنه يكفي عن غسل ما تحته أن يمسح عليه في الوضوء والغسل،
ويبقى إلى أن يستغني عنه، ثم ينزعه، وهذا من لطف الله، وتيسيره على هذه الأمة، حيث
لم يكلفها حرجًا. ومن ذلك أنه شرع المسح على الخفين، وعلى ما يُشَد على الجرح،
وموضع الألم من الضمادات الضرورية؛ أن نزعها وغسل ما تحتها يشق أو يؤلم، لكن لا بد
للمسلم من معرفة ضوابط ذلك وشروطه؛ حتى يفعله على الوجه المشروع.
فاتقوا الله، عباد الله وتعلموا من أحكام دينكم ما تتمكنون به من أداء ما أوجب الله عليكم، خصوصًا أحكام الطهارة التي هي شرط من
([1]) أخرجه: مسلم رقم (276).