×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

وصفوة العلماء الذين حفظوها ونقلوها بأمانةٍ، ونفوا عنها كل ما حاول إدخاله فيها الكذابون والدجالون، فوضعوا الضوابط والقواعد التي يُعرَف بها الحديث الصحيح من الحديث المكذوب، «ودونوا الأحاديث الصحيحة وحموها، وحشروا الأحاديث المكذوبة» ([1]) وحاصروها، وحذروا منها، فلما لم يجد أعداء الله ورسوله لهم منفذًا للدس في كتاب الله وسنة رسوله، لجئوا إلى محاولة صرف الناس عن الكتاب والسنة، وإشغالهم بالحكايات المكذوبة، والمنامات المزورة التي تشتمل على الترغيب والترهيب، والوعود الكاذبة التي تغري وتغر ضعاف الإيمان والجهلة، فصرفوا كثيرًا منهم إلى الشرك والإلحاد والبدع، باسم الدين والعبادة والزهد، جريًا وراء تلك الخرافات.

فدين هؤلاء المنحرفين لا ينبني على الكتاب والسنة، وإنما ينبني على الحكايات المكذوبة، والمنامات المزعومة، فضلوا عن الهدى، وتركوا كتاب الله وسنة رسوله إلى وساوس الشياطين، وهذا جزاء من أعرض عن الكتاب والسنة؛ قال تعالى: ﴿وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ ٣ وَإِنَّهُمۡ لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ ٣٧ [الزخرف: 36، 37].

فاتقوا الله، عباد الله، وتمسكوا بكتاب ربكم، وسنة نبيكم، واحذروا الدسائس المضلة التي يروجها أعداء الملة، واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم... إلخ.

***


الشرح

([1])  سقط من طبعة دار المعارف.