×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 الخطبة الثانية

﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ١ وَءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلۡنَٰهُ هُدٗى لِّبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلٗا ٢ ذُرِّيَّةَ مَنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحٍۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَبۡدٗا شَكُورٗا ٣ [الإسراء: 1- 3]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ﴿مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ وَلَا وَلَدٗا [الجن: 3]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، دعا الناس إلى الهدى، وحذرهم من طريق الغي والردى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسانٍ واهتدى، وسلم تسليمًا..

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن أعداء الله ورسوله، من الكفار والمنافقين وشياطين الجن والإنس، دائمًا يحاولون صرف الناس عن الدين الحق إلى الدين الباطل، وعن طريق الجنة إلى طريق النار، وعن اتباع الرسل إلى اتباع الشياطين والمضلين، فكانون يحرفون شرائع الأنبياء، ويغيرون الكتب المنزلة على الرسل، كما فعلوا في التوراة والإنجيل، ولما بعث الله خاتم النبيين محمدًا صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه القرآن العظيم والشرع القويم، تكفل سبحانه بحفظ القرآن العظيم من التغيير والتبديل، فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ [الحجر: 9]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكۡرِ لَمَّا جَآءَهُمۡۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٞ ٤ لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ ٤٢ [فصلت: 41، 42]. وحفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من كذب الكذابين بما أقام عليها من الحراس الأمناء


الشرح