×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

ويكفينا ما جاء الكتاب والسنة من التحذير من المنكرات والمعاصي، وبيان العقوبات المترتبة عليها، ففي ذلك الكفاية لأهل الإيمان.

هذا وربما يُسأل: ما الهدف الذي يقصده صاحب هذه الوصية؟ وما الدافع لقيامه بافترائها وترويجها؟

والجواب: أن هدفه من ذلك تضليل الناس عن كتاب ربهم وسنة نبيهم، صرفهم إلى الخرافات والحكايات المكذوبة، فإذا صدقوه في هذه وراجت بينهم، اخترع لهم أخرى وأخرى، حتى ينشغلوا عن الكتاب والسنة، فيسهل الدس عليهم، وتغيير عقائدهم، فإن المسلمين ما داموا متمسكين بكتاب ربهم وسنة نبيهم، فلن يستطيع المضللون صرفهم عن دينهم، لكنهم إذا تركوا الكتاب والسنة، وصدقوا الخرافات والحكايات والرؤى الشيطانية، سهل قيادهم لكل مضللٍ وملحد.

وقد يكون من وراء ذلك منظمات سريةٌ من الكفار، تعمل على ترويج هذه المفتريات لصرف المسلمين عن دينهم.

فإياكم -أيها المسلمون- والتصديق بهذه المفتريات، ولا يكن لها رواجٌ بينكم، واسألوا أهل العلم عما أشكل عليكم، ومن رأيتموه يكتب هذه الوصية المكذوبة، ويروجها فبلغوا عنه أهل العلم، وبلغوا عنه أهل الحسبة والسلطة للأخذ على يده، وكف شره عن المسلمين. وفقنا الله وإياكم لطريق الهدى، وجنبنا طريق الغي والردى.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ [الحشر: 7].

***


الشرح