المتفقهين، وفي أوقات الصلوات تغص بالمصلين،
بحيث لا يتخلف عنها إلا معذورٌ عن الحضور، أو منافقٌ معلوم النفاق.
في العهد الحاضر،
تغير حالها، وساء تعامل الناس معها، وأُحدِث فيها ما يتنافى مع مكانتها وقدسيتها،
أو لا يليق بكرامتها، ففي بعض البلاد صار يُدفَن فيها الأموات ممن يُعتَقد بهم
الولاية، وتُمَارَس حول قبورهم فيها جميع أنواع الشرك الأكبر؛ من دعاء هؤلاء
الأموات، والاستغاثة بهم، وطلب المدد منهم، وأول من أحدث ذلك في بلاد المسلمين
الشيعة الفاطميون، يريدون بذلك القضاء على الإسلام، وبث الوثنية؛ لأنهم منظمة
يهودية ادعت الإسلام خديعةً ومكرًا، وقلدهم الصوفية الخرافيون في بناء هذه المساجد
في بلدانٍ أخرى، فأصبحت هذه المساجد مبنية على القبور مصادر للوثنية، بعد أن كانت
المساجد السنية مصادر للتوحيد، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم الذين يبنون
المساجد على القبور، وأخبر أنهم شرار الخلق عند الله. ثم إن غالب المساجد التي ليس
فيها قبور في بعض البلاد، تُمارَس فيها البدع، والخرافات المتمثلة بالطرق الصوفية،
والأذكار والأوراد الجماعية المُبتدعة.
وفي بلادنا ساء وضع
غالب المساجد، من حيث علاقة الناس بها، ومن حيث وضع القائمين فيها، ومن حيث تخطيطها
وتصميمها، ومن حيث نظافتها وصيانتها:
فأما من حيث علاقة الناس بها وارتيادها، فالمساجد في غالب وقتها مهجورة مغلقة الأبواب لا تُفتَح إلا في وقت الصلاة، ولا يحضر غالب من يريدون الصلاة إلا متأخرين، إما عند الإقامة، أو بعد ما يفوت معظم الصلاة أو كلها، والكثير لا يعرف المساجد ولا يحضر