جمعةُ ولا جماعةً
كأنه يعيش في بلاد أوربا وأمريكا، ولا يوجد من ينكر، ولا من يغار، لا من أولياء
أمورهم ولا من جيرانهم ولا من عموم المسلمين إلا من شاء الله ﴿وَقَلِيلٞ مَّا هُمۡۗ﴾ [ص: 24].
وأما من حيث وضع
القائمين على المساجد، وهم الأئمة والمؤذنون والملاحظون، فمعلومٌ أن الإمام ضامنٌ
والمؤذن مؤتمن كما في الحديث، وعليهما مسئوليةٌ عظيمةٌ فيجب اختيار الإمام من أفضل
الموجودين علمًا ودينًا؛ لأنه قدوة، فيجب أن يكون الإمام سليم العقيدة، حسن السلوك
والخلق، محافظًا على إقامة الصلاة في أوقاتها، متممًا لأحكامها، وأركانها،
وواجباتها، وسننها، من غير أن يشق على المأموين، ولا يجوز أن يتولى الإمامة مَنْ
لا تُعرَف عقيدته، خصوصًا في هذا الزمان الذي كثر فيه الوافدون إلينا من بلادٍ
أخرى بعقائد غير سليمةٍ؛ كالأشاعرة، والمعتزلة، والجهمية، أو أصحاب النِّحل الضالة،
والأفكار المسمومة؛ كالصوفية، والمبتدعة، والقبورية، إنه يجب أن يتولى اختيار
الإمام جهةٌ علميةٌ موثوقةٌ، تتعرف أين درس، ومن أين تخرَّج، وتختبره في عقيدته
اختبارًا دقيقًا، ولا يُكتَفَى لاختيار جماعة المسجد، أو بعضهم؛ لأن أغلبهم يجهلون
هذه الأمور.
وأما المؤذن فيجب عليه مراقبة الوقت بدقةٍ، فلا يؤذن إلا عند دخول الوقت، وإذا غاب وجب عليه أن يخلف من ينوب عنه، وبعض المؤذنين يتساهل في أمر الوقت؛ فربما أذن قبل دخوله، فيصلي من يسمعه من النساء وبعض أئمة المساجد قبل دخول وقت الصلاة، وبعضهم يتأخر في الآذان، فيسمعه الكسالى، فيتأخرون حتى تفوتهم صلاة الجماعة، وهذا خللٌ عظيمٌ يجب التنبه له وتجنبه.