×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

وعدم العناية؛ لأن الاحتساب اليوم قد قل، والمكلفون بهذا العمل من قبل الوزارة أغلبهم لا يقوم بالعمل؛ لأنه لا يخاف من الله، وليس هناك رقابة من الجهة المسؤولة.

وقد أحدث في زماننا هذا ما يسمى بأسبوع المساجد، ينشط الناس في وقته بنظافة بعض المساجد، ثم ينتهي ذلك بانتهاء هذا الأسبوع الذي ليس لوجوده مبرر سوى التشبه والتقليد الأعمى للدول الأخرى التي أحدثت هذه الأسابيع لمقاصد وأهداف؛ كأسبوع النظافة، وأسبوع الشجرة، فأحدث هؤلاء أسبوع المساجد تقليدًا لهم، فجعلوا المساجد كالشجرة والأمور الأخرى الدنيوية، مع أن ديننا يأمرنا بتنظيف المساجد دائمًا لا في أسبوعٍ فقط، وتنظيفها عبادة فإذا خصصت بوقتٍ لم يخصصه الشارع صار بدعةً في الدين، والدليل على أنه عبادة من الكتاب والسنة؛ فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتخذ المساجد في ديارنا، وأمرنا أن ننظفها. رواه أحمد، والترمذي وقال: حديث صحيح. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حَتَّى الْقَذَاةُ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ» ([1]). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَمَاتَتْ، فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَ عَنْهَا بَعْدَ أَيَّامٍ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا مَاتَتْ قَالَ: «فَهَلاَّ آذَنْتُمُونِي»، فَأَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا ([2]).

فقد شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تنظيف المساجد كل وقتٍ، ولم يقصرها على أسبوع، فمن خصص أسبوعًا لذلك فقد ابتدع، وكل بدعةٍ


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (461)، والترمذي رقم (2916)، وابن خزيمة رقم (1297).

([2])  أخرجه: ابن ماجه رقم (1527)، وأحمد رقم (9037).