المحظور الأول: التشويش على من
حوله، ومعلوم أن الجهر بالقرآن إذا كان يتأذى به مصل أو قارئ آخر فإنه لا يجوز كما
نص على ذلك العلماء، وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا
تَجۡهَرۡ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتۡ بِهَا وَٱبۡتَغِ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلٗا﴾ [الإسراء: 110].
المحظور الثاني: أن الإمام إذا قصد
أن يسمع صوته خارج المسجد دخل في الرياء والسمعة، وهما صفتان مذمومتان، فيجب
الانتباه لهذا.
وأما تصميم المساجد:
فغالب المساجد لا يفي تصميمها بالحاجة، فقد تكون ضيقة ولا يكون لها مرافق كافية؛
كإعداد مساكن للقائمين عليها، ودورات المياه، ولا تكون مكيفة بما خفف عن المصلين
الحر والبرد.
وبعض المساجد تزخرف
وتفخم عمارتها بما لا يتناسب مع قدسية المساجد، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم
عن زخرفة المساجد؛ فقد روى ابن خزيمة في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَبْنُونَ الْمَسَاجِدَ يَتَبَاهَوْنَ
بِهَا، ثُمَّ لاَ يَعْمُرُونَهَا إِلاَّ قَلِيلاً» ([1])، وفي رواية لابن
حبان: «نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي
الْمَسَاجِدِ» ([2]). وما ينفق في هذا
المسجد المزخرف من الأموال الكثيرة لو وزع لأقام عدة مساجد على الوجه الشرعي.
وأما من حيث صيانة المساجد وتنظيفها: فالتقصير في ذلك ظاهر بحيث إن بعض المساجد يتراكم فيه الغبار والقمامات؛ بسبب الإهمال
([1]) أخرجه: ابن خزيمة رقم (1321)، وأبو يعلى رقم (2817).