الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، وسلم تسليمًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أنه كما يشرع تنظيف المساجد على الدوام وتطييبها، فإنه يحرم امتهانها بإلقاء القاذورات؛ كالبصاق، والمخاط، والأوراق المهملة، ومخلفات الطعام ونحو ذلك؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يومًا إذ رأى نخامة في قبلة المسجد، فتغيظ على الناس، ثم حكَّها، قال: وأحسبه قال: فدعا بزعفران فلطخه به، وقال: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى قِبَلَ وَجْهِ أَحَدِكُمْ إِذَا صَلَّى، فَلاَ يَبْصُقْ بَيْنَ يَدَيْهِ» ([1]) وعن أنسٍ رضي الله عنه؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْبُصَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا» ([2]). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ سَمِعَ رَجُلاً يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ: لاَ رَدَّهَا اللهُ عَلَيْكَ، فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا» ([3]). وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَكُونُ حَدِيثُهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ لَيْسَ لِلهِ فِيهِمْ حَاجَةٌ» ([4]).
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (479)، وأحمد رقم (4509).