أيها المسلمون: من هذه الأحاديث
الشريفة يتبين لنا حرمة المساجد، والنهي عن امتهانها بإلقاء القاذورات فيها،
وجعلها محلاً للسؤال عن الأموال الضائعة ونحو ذلك، وجعلها مجالس للتحدث بأمور
الدنيا، وقد اعتاد بعض الشبان المتدينين في وقتنا الحاضر إلصاق الأوراق على جدران
المساجد، وعلى أبوابها، وتكتب فيها بعض الإعلانات، أو تكتب فيها بعض الآيات، أو
الأحاديث، أو النصائح، حتى أصبحت بعض المساجد كأنها معارض أو متاحف، وهذا العمل
محدث لم يكن من عمل السلف الصالح، إضافة إلى أنه يشغل المصلين والداخلين إلى
المسجد عن ذكر الله، وقد يكون المكتوب أيضًا مما لا يجوز نشره؛ كأن يكون حديثًا
مكذوبًا، أو دعايةً لمذهبٍ باطلٍ. وبعض الجهال يأتون بكتب ونشرات، ويضعونها في
المساجد للتوزيع، وقد تكون هذه الكتب والنشرات غير مسموح بتوزيعها، لما تشتمل عليه
من أباطيل، أو فتاوى غير صحيحة أو أوراد وأذكار بدعية. فالواجب منع هذا العمل،
والأخذ على أيدي من يقوم به؛ لئلا يتطور الأمر إلى ما هو أشد، كجعل المساجد محلاً
لبث الدعايات، والإعلانات، والخرافات. ويجب ألا يوزع أي كتابٍ أو نشرةٍ أو فتوى
إلا بإذن من دار الإفتاء والإشراف على المطبوعات؛ لئلا يجد المخرفون سبيلاً إلى
نشر خرافاتهم بيننا، إنه يجب على أئمة المساجد والمؤذنين الانتباه لهذا، ويجب ألا
يوضع في المساجد إلا المصاحف فقط، كما كانت في عهد السلف الصالح والتابعين لهم
بإحسان.
فاتقوا الله، عباد
الله، واحذروا من الدسائس الماكرة، ولا تقبلوا أي كتاب، أو نشرةٍ، أو فتوى، إلا
بعد عرضها على أهل العلم الموثوقين في عملهم وعقيدتهم.
وفق الله الجميع،
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله... الخ.
***
الصفحة 9 / 441