وإنفاق الأموال، وهي
لعبة تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تعود بأي فائدة. لكنها أحدثت منافسات
وحزازات بين الفرق ومشجعيها قد تؤدي أحيانًا إلى المضاربة والمخاصمة، كما أحدثت
انقسامات وعداوات بين المشجعين، حتى ربما فرقت بين الإخوة والأقارب حينما يشجع كل
واحد غير ما يشجعه الآخر من الفرق، وشغلت عما هو مفيد ونافع. ولو صرفت هذه الجهود
والأموال فيما ينفع المسلمين لكان أجدى.
ومن هنا يتبين لنا
كيد الشيطان، وما يريده من وراء تزيينه لهذه اللعبة التافهة التي يظنها كثير من
الناس مجرد عمل رياضي، والواقع أن وراءها ما وراءها. فيجب على من خدعوا بذلك أن
يراجعوا عقولهم، ويستعيدوا صوابهم، وينصرفوا إلى ما هو أنفع لدينهم ودنياهم،
وينتبهوا لخداع أعدائهم ومكرهم بهم، فإن شأن المسلمين أرفع من أن ينساقوا وراء هذه
التوافه الساقطة التي يروجها أعداؤهم، والله تعالى: ﴿وَأَنتُمُ
ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139]. فعلو المؤمنين على
غيرهم إنما يتحقق بالإيمان، فالإسلام يترفع بالمسلمين عن السفاسف والدنايا، ويعلو
بهم إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال. ومن زعم أن في هذه المباريات ظهور سمعة
المسلمين فقد أخطأ في زعمه، فإن السمعة الطيبة للمسلمين لا تحصل إلا بتمسكهم
بالإسلام، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «نحن قوم أعزنا الله بالإسلام،
فمتى ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله» ([1])...
فاتقوا الله،
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله...
***
([1]) أخرجه: الحاكم رقم (208).
الصفحة 7 / 441