والأوثان. فالإنسان
عبد ولا بد، إما لربه وإما لغيره، وعبادته لربه وخالقه شرف وعز ورفعة، وعبادته
لغيره ذل وهوان وخسارة.
وبعد حق الله تعالى
حق الوالدين، وهو برّهما والإحسان إليهما، ودفع الأذى عنهما، وعدم الإساءة إليهما
بالقول أو الفعل، وذلك مقابل ما أسدياه إليك من الجميل في وقت لا تستطيع فيه أن
تنفع نفسك بأي شيء، ولا تدفع عنها أي ضرر، بل لا تميز بين الضار والنافع، وقد
ربياك وتعاهداك في تلك الحال، فرد جميلهما ﴿وَقُل
رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا﴾ [الإسراء:
24].
قال العلماء: فأحق
الناس بعد الخالق المنان، بالشكر والإحسان، والتزام البر والطاعة والإذعان: من قرن
الله الإحسان إليه بعبادته وطاعته، وشكره بشكره، وهما الوالدان؛ قال تعالى: ﴿أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي
وَلِوَٰلِدَيۡكَ﴾ [لقمان: 14].
ثم يأتي بعد حق
الوالدين حق الأقارب، وهم ذوو الأرحام الذين تجمعك بهم قرابة من جهة الأب،
أو من جهة الأم؛ كالأجداد والجدات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، والإخوة
والأخوات. وحقهم عليك أن تصلهم وتحسن إليهم؛ بالمال، والزيارة، والسلام، وسائر
وجوه الإحسان القولي والفعلي.
ثم حق اليتامى، وهم الصغار الذين فقدوا آباءهم، وذلك بالإحسان إليهم، والرأفة بهم، وكفالتهم، وحفظ أموالهم وتربيتهم، وفي ذلك أجر عظيم؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ، أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ» ([1]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2983).