ثم حق المساكين، وهم الذين أسكنتهم
الحاجة وأذلتهم، وذلك بمواساتهم، والتصدق عليهم، وتفقد أحوالهم؛ روى مسلم عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السَّاعِي عَلَى الأَْرْمَلَةِ
وَالْمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ» وَأَحْسِبُهُ قَالَ: «وَكَالْقَائِمِ
لاَ يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لاَ يُفْطِرُ» ([1]).
ثم حق الجار؛
بالإحسان إليه، وكف الأذى عنه، وقد جاء الترغيب بالإحسان إلى الجار، والوعيد
الشديد لمن آذى جاره. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الْجِيرَانِ
ثَلاَثَةٌ: فَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ ثَلاَثَةُ حُقُوقٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ
حَقَّانِ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ حَقٌّ، فَأَمَّا الَّذِي لَهُ ثَلاَثَةُ حُقُوقٍ فَالْجَارُ
الْمُسْلِمُ الْقَرِيبُ لَهُ حَقُّ الْجَارِ، وَحَقُّ الإِْسْلاَمِ، وَحَقُّ
الْقَرَابَةِ، وَأَمَّا الَّذِي لَهُ حَقَّانِ فَالْجَارُ الْمُسْلِمُ لَهُ حَقُّ
الْجِوَارِ، وَحَقُّ الإِْسْلاَمِ، وَأَمَّا الَّذِي لَهُ حَقٌّ وَاحِدٌ
فَالْجَارُ الْكَافِرُ لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ» ([2]).
ثم حق الصاحب بالجنب، وهو الرفيق في
السفر، وذلك بحسن مصاحبته، والإحسان إليه.
ثم حق ابن السبيل،
وهو المسافر الذي يجتاز بك مارًا، ومن الإحسان إليه إعطاؤه ما يحتاج إليه في سفره،
وهدايته إلى الطريق إذا ضل.
ثم حق المماليك من الأرقاء والبهائم، بالإحسان إليهم، والرفق بهم؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيْءُ الْمَلَكَةِ» ([3]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5661)، ومسلم رقم (2982).