الخطبة الثانية
الحمد لله رب
العالمين، على فضله وإحسانه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله حق
تقاته، وسارعوا إلى مغفرته ومرضاته ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوٓاْ
أَمَٰنَٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [الأنفال: 27].
·
واعلموا أن الأمانات على قسمين:
القسم الأول: قسم يتحمله
الإنسان تحملاً لازمًا من حين يبلغ الحلم، ويستمر حاملاً له إلى أن يموت، وهو ما
أوجبه الله عليه من عبادته وحده لا شريك له، وفعل أوامره، وترك ما نهى عنه،
والإحسان إلى إخوانه المسلمين، وكف الأذى عنهم، وملازمة الصدق في تعامله معهم،
والنصيحة لهم، وعدم التعدي على دمائهم وأموالهم وأعراضهم وأسرارهم، وهذه الأمانة
يعم تحملها جميع المكلفين.
القسم الثاني من الأمانة: الأمانة الخاصة، وهي ما يتحمله الإنسان بإرادته واختياره من حفظ الودائع، والنظر للقاصرين من اليتامى ونحوهم، والقيام على الأوقاف والوصايا، والقيام بالأعمال الوظيفية، العامة والخاصة، والتعهدات التي يتعهد الإنسان بالقيام بها عن طريق الإجارة أو المقاولة، والديون التي يتحملها الإنسان «في ذمته والأسرار التي يتعهد بحفظها وعدم إفشائها، والعهود والمواثيق التي يقطعها