والأعين الخائنة
التي تريد الاعتداء على عفافها، والتمتع بها على غير وجه شرعي.
وهكذا عاشت المرأة
تحت ظل الإسلام وكرامته أمًّا وزوجةً وقريبةً وأختًا في الدين، تؤدي وظيفتها في
الحياة ربة بيت وأسرة، وتزاول خارج البيت ما يليق بها من الأعمال إذا دعت الحاجة
إلى ذلك مع الاحتشام والاحتفاظ بكرامتها، ومع التزام الحجاب الكامل الضافي على
جسمها ووجهها، وتحت رقابة وليها، فلا تخلو مع رجل لا يحل لها إلا ومعها محرمها،
ولا تسافر إلا مع محرمها، هذا وضع المرأة في الإسلام الذي هو دين الرحمة والكمال
والنزاهة والعدل، وأوصى بها نبي الإسلام وصيةً خاصةً حين قال في حجة الوداع: «وَاسْتَوْصُوا
بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ» ([1])، أي أسيرات عندكم.
هذا وصف تقريبي لوضع المرأة في الإسلام.
أمَّ وضعها في المجتمعات الكافرة، والمجتمعات التي تتسمى بالإسلام وهي تستورد نظمها وتقاليدها من الكفار، فإن وضعها اليوم في هذه المجتمعات أسوأ بكثير من وضعها في الجاهلية الأولى، فقد جعلت فيها المرأة سلعةً رخيصةً، تعرض عارية أو شبه عارية أمام الرجال في مواطن تجمعهم على شكل خادمات في البيوت، وموظفات في المكاتب، وممرضات في المستشفيات، ومضيفات في الطائرات والفنادق، ومدرسات للرجال في دور التعليم، وممثلات في أفلام التلفزيون والسينما والفيديو، وإذا لم يمكن ظهور صورتها في هذه
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1163)، وابن ماجه رقم (1851)، والنسائي في « الكبرى » رقم (9140).