×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

الوسائل جاءوا بصوتها في الراديو مذيعة أو مطربة، وإلى جانب إظهار صورتها المتحركة في وسائل الإعلام المرئية، يظهرون صورتها الفوتوغرافية في الصحف والمجلات، بل وعلى أغلفة السلع التجارية، فيختارون أجمل فتاة يجدونها، ويضعون صورتها على هذه الصحف والمجلات السيارة، أو على أغلفة السلع التجارية؛ ليتخذوا منها دعاية لترويج صحفهم وبضائعهم، وليغروا أهل الفساد الخلقي بفسادهم، وليفتنوا الأبرياء.

وهكذا أصبحت المرأة سلعةً رخيصةً تعرض في كل مناسبة، لقد ظلموا المرأة؛ فسلبوها حقها الشرعي، فمنعوا قوامة الرجل عليها بالإنفاق والرعاية، وعزلوها من ولايتها على البيت، وتربية الأولاد، وتكوين الأسرة، وهكذا قطعوا عنها كل الروافد التي تعينها على أداء وظيفتها في الحياة، حتى اضطروها للخروج لطلب لقمة العيش ولو على حساب عفافها، وانتهاك عرضها عند كل فاجر وماجن، وحمَّلوها القيام بعمل الرجل، وخلعوا عنها لباس الستر، وتركوها عارية مظهرة لمفاتن جسمها، تنفذها سهام الأنظار المسمومة من كل جانب.

كانت على شاطئ السلامة وبر الأمان، بعيدةً عن متناول الأيدي، ومماسة الرجال، فقذفوها في بحار الاختلاط المغرقة عرضة للأيدي الآثمة، ومطمعًا للنفوس الأمارة بالسوء، حرَّموا ما أحل الله وأحلوا ما حرَّم الله في حقها، فمنعوا تعدد الزوجات الذي هو عين المصلحة للنساء، بحيث يتحمل الرجل القوامة على أكبر قدر ممكن منهن؛ إذ من المعلوم أن عدد النساء في المجتمعات أكثر من عدد الرجال، مع ما يعتري الرجال ويتعرضون له من الأخطار التي تقلل عددهم، فقصروا


الشرح