×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

يوصف بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، يُوصف بصفات الكمال دون صفات النقص،

****

هذه القاعدة المجمع عليها: أن الله يوصف بما وصف به نفسه، أو بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، لا نحدث أوصافًا من عندنا وننسبها لله، الذي لم يأت في الكتاب ولا في السنة ينزه الله عنه، فيوصف بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله، من غير تحريف لمعناه، يكون على معناه، لا يحرف ويصرف عن معناه، فيقال: المراد باليد: النعمة، والمراد بالوجه: الذات، والمراد بالغضب: إرادة الانتقام، وبالرحمة: إرادة الإنعام. هذا صرف للفظ عن ظاهره، والواجب أن يبقى على ظاهره.

والتحريف يكون بالمعنى، ويكون باللفظ. يكون بالمعنى، إذا فسر بغير معناه، هذا تحريف. يكون باللفظ، إذا زيد فيه حرف، أو نقص منه حرف، مثل قول الأشاعرة: «استوى» استولى. اللام هذه زائدة، ما جاءت لا في الكتاب ولا في السنة «استولى»، جاء «استوى»، وليس «استولى»، هذا تحريف لفظي، وكما قالت اليهود لما قيل لهم: ﴿وَٱدۡخُلُواْ ٱلۡبَابَ سُجَّدٗا وَقُولُواْ حِطَّةٞ [البقرة: 58] يعني: استغفروا، حط عنا ذنوبنا، هذا استغفار، قالوا: حنطة. زادوا النون تهكمًا بكلام الله عز وجل.

يوصف الله عز وجل بصفات الكمال دائمًا وأبدًا: ﴿وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ [الروم: 27]، وينزه عن صفات النقص: كالسِّنَة - والنوم، والولد، والموت، والنسيان، وغير ذلك من صفات النقص.


الشرح