×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وكذلك قوله: ﴿وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَفِي ٱلۡأَرۡضِ [الأنعام: 3]؛ كما فسره أئمة العلم - كالإمام أحمد وغيره -: أنه المعبود في السموات والأرض . وأجمع سلف الأمة وأئمتها على أن الرب تعالى بائنٌ من مخلوقاته،

****

﴿يَعۡلَمُ سِرَّكُمۡ وَجَهۡرَكُمۡ [الأنعام: 3]، الآية يفسر بعضها بعضًا، فمعنى ﴿وَفِي ٱلۡأَرۡضِ [الأنعام: 3]؛ يعني: بعلمه سبحانه وتعالى ﴿يَعۡلَمُ سِرَّكُمۡ وَجَهۡرَكُمۡ وَيَعۡلَمُ مَا تَكۡسِبُونَ [الأنعام: 3].

﴿وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَآءِ إِلَٰهٞ وَفِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَٰهٞۚ [الزخرف: 84]، ﴿وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَفِي ٱلۡأَرۡضِ [الأنعام: 3]؛ يعني: معبود، معبود في السماء، ومعبود في الأرض، والسماوات والأرض ومن فيهن ملكه وعبيده، وتحت تصرفه سبحانه وتعالى.

 ليس معنى المعية: المخالطة والحلول؛ لأن إجماع سلف الأمة وأئمتها على أن الله بائن من خلقه، منفصل عن الخلق، بينه وبين الخلق انفصال تام، بائن يعني: منفصل، ليس في ذاته شيء من ذاتهم، ولا في مخلوقاته شيء من ذاته سبحانه وتعالى، وكلمة بائن من خلقه هذه لم ترد بهذا اللفظ، لكن المعنى المأخوذ من الأدلة أنه بائن من خلقه، هذا رد على الحلولية والاتحادية الذين يرون أنه مختلط بخلقه، فقالوا هذه الكلمة «بائن من خلقه» للرد عليهم؛ لأنهم يرون أنه ليس بائنًا من خلقه، بل هو مختلط بهم، فمعنى بائن مأخوذ من النصوص، وإن لم يأت باللفظ، لكنه مأخوذ من النصوص القرآنية والنبوية.


الشرح