×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وفي «الصحيحين» عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ»، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ». قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «أَنْ تَزْنِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ» ([1]) ،

****

 لها حكم، لكن محبة العبادة التي معها ذل هذه لا تكون إلاَّ لله عز وجل، أما المحبة التي ليس معها ذل، فهذه محبة طبيعية؛ كما تحب الطعام، وتحب الزوجة، وتحب الأولاد، وتحب المال، هذه ليست عبادة، هذه طبيعية، ليس معها ذل، فالمؤمنون يحبون الله محبة خالصة، ويعبدونه عبادة خالصة، أما المشركون، فإنهم يحبون الله، لكن يحبون معه غيره من الأصنام: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا [البقرة: 165]؛ يعني: شركاء ﴿يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ [البقرة: 165]؛ يسوون بينهم وبين الله في المحبة، يعبدونهم، ويعبدون الله، يسوون بينهم، ﴿ثُمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ [الأنعام: 1]؛ يعادلون به غيره، فمحبة المؤمنين خالصة، ومحبة المشركين مشتركة، وهي باطلة؛ لأن العبادة إذا دخلها الشرك، بطلت: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ [البقرة: 165] من محبة المشركين لله؛ لأن محبة المؤمنين خالصة، ومحبة المشركين مشتركة.

 الكبائر تختلف؛ بعضها أشد من بعض، فهذه الجرائم الثلاث المذكورة في هذه الآية: ﴿وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ [الفرقان: 68]؛ هذا الشرك ﴿وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ [الفرقان: 68]، هذه أعظم الكبائر؛ كما قال ابن مسعود لما سأل


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4477)، ومسلم رقم (86).